الزحار الأميبي: الطفيلي الخفي الذي يهدد الصحة في المناطق الموبوءة
مقدمة
الزحار الأميبي أو Amebiasis هو عدوى معوية تسببها الطفيليات وحيدة الخلية Entamoeba histolytica. يُعتبر المرض من أهم أسباب الإسهال المزمن والنزيف المعوي في المناطق ذات الظروف الصحية السيئة. ينتقل عبر الطعام أو الماء الملوث ويصيب ملايين الأشخاص سنويًا، خاصة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.
ما هو الزحار الأميبي؟
هو عدوى معوية ناتجة عن E. histolytica، قد تكون بدون أعراض أو خفيفة، وقد تتطور إلى مرض شديد يتميز بإسهال دموي ومضاعفات مثل خراج الكبد الأميبي.
دورة حياة الطفيلي
- الأكياس (Cysts): الشكل المعدي الذي يقاوم الظروف البيئية وينتقل عبر الطعام والماء الملوث.
- الطور النشيط (Trophozoites): يتكاثر داخل الأمعاء ويسبب الأعراض.
- بعد ابتلاع الأكياس تتحول في الأمعاء الدقيقة إلى أطوار نشيطة تستقر في القولون.
- قد تبقى في الأمعاء أو تنتقل عبر الدم لتصيب الكبد أو أعضاء أخرى.
طرق العدوى
- شرب ماء ملوث.
- تناول طعام ملوث ببراز الإنسان.
- سوء النظافة الشخصية.
- انتقال غير مباشر عبر الذباب أو الأدوات.
- الاتصال الجنسي الفموي-الشرجي في بعض الحالات.
الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالزحار الأميبي
رغم أن أي شخص يمكن أن يُصاب إذا تعرض للطعام أو الماء الملوث، إلا أن بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة أو للمضاعفات:
- الأطفال بسبب ضعف المناعة وعدم الالتزام الدائم بالنظافة.
- كبار السن لأن مناعتهم أضعف وقد يواجهون مضاعفات خطيرة.
- الأشخاص في مناطق مزدحمة أو ذات صرف صحي سيء مثل الأحياء الفقيرة أو القرى العشوائية.
- المسافرون إلى مناطق موبوءة خاصة القادمين من دول يقل فيها انتشار المرض.
- مرضى نقص المناعة مثل مرضى الإيدز أو من يستخدمون أدوية مثبطة للمناعة.
- المقيمون في دور الرعاية والملاجئ حيث يسهل انتقال العدوى.
- ذوو التغذية السيئة لأن سوء التغذية يضعف مقاومة الجسم.
الأعراض
1. العدوى غير العرضية
تشكل حوالي 90% من الحالات، حيث يكون المريض حاملًا للطفيلي دون ظهور أعراض.
2. الزحار الأميبي المعوي
- إسهال متكرر مع دم ومخاط.
- تقلصات وآلام بطنية.
- حمى خفيفة.
- فقدان الشهية والوزن.
3. الزحار الأميبي خارج الأمعاء
- خراج الكبد الأميبي يسبب آلامًا في الجزء العلوي الأيمن من البطن مع تضخم الكبد وحمى.
- انتشار نادر إلى الرئة أو الدماغ.
التشخيص
- الفحص المجهري للبراز للكشف عن الأكياس أو الأطوار النشيطة.
- اختبارات المستضدات المناعية أو PCR للتمييز بين E. histolytica والأنواع غير الممرضة.
- اختبارات الدم للكشف عن الأجسام المضادة.
- الأشعة فوق الصوتية أو CT للكشف عن خراج الكبد.
- تنظير القولون لإظهار التقرحات.
العلاج
1. الحالات المعوية
- ميترونيدازول (Metronidazole) أو تينيدازول (Tinidazole).
- باروموميسين أو يودوكينول لإزالة الأكياس من الأمعاء.
2. خراج الكبد الأميبي
- ميترونيدازول بجرعات أعلى مع علاج مكمّل.
- تصريف جراحي في الحالات المعقدة.
3. الدعم الطبي
- تعويض السوائل والأملاح.
- معالجة سوء التغذية.
المضاعفات
- نزيف معوي.
- انسداد معوي.
- انثقاب الأمعاء.
- خراج الكبد.
- انتشار نادر إلى الرئة أو الدماغ.
الوقاية
- تحسين الصرف الصحي وتوفير مياه نظيفة.
- غسل اليدين جيدًا بالصابون.
- غسل الخضروات والفواكه قبل تناولها.
- تجنب الطعام النيء أو غير المطبوخ جيدًا.
- علاج الحالات الحاملة للطفيلي.
التعايش مع المرض
- إجراء فحوص دورية للبراز في المناطق الموبوءة.
- الالتزام بالعلاج لتجنب النكس.
- اتباع قواعد النظافة الشخصية والغذائية.
- التثقيف الصحي المجتمعي للحد من انتشار المرض.
مصادر طبية موثوقة
- منظمة الصحة العالمية (WHO) – Parasitic diseases.
- CDC – Amebiasis.
- Mayo Clinic – Amoebic dysentery overview.
- NIAID – Amebiasis research.
خاتمة
الزحار الأميبي مرض طفيلي شائع في الدول النامية، لكنه قابل للوقاية بالتزام قواعد النظافة وتحسين الصرف الصحي. التشخيص المبكر والعلاج المناسب يحدان من المضاعفات مثل خراج الكبد. الوعي الصحي والتثقيف المجتمعي يظلان من أهم الوسائل لحماية الأفراد والمجتمعات من هذا الطفيلي الخفي.
تنبيه: هذا المقال للتثقيف الصحي ولا يغني عن استشارة الطبيب المختص.