داء القلب الإقفاري: أخطر أمراض الشرايين التاجية وكيفية الوقاية منه
يُعد داء القلب الإقفاري (Ischemic Heart Disease) والمعروف أيضًا باسم مرض الشرايين التاجية، من أكثر أمراض القلب شيوعًا وخطورة في العالم. ينشأ هذا المرض نتيجة تضيق أو انسداد الشرايين التاجية التي تغذي عضلة القلب بالدم والأكسجين، مما يؤدي إلى نقص تروية القلب (الإقفار) وحدوث مضاعفات خطيرة مثل الذبحة الصدرية واحتشاء عضلة القلب (النوبة القلبية). وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعد هذا المرض السبب الأول للوفيات عالميًا.
أولاً: ما هو داء القلب الإقفاري؟
هو حالة مرضية تحدث عندما تقل كمية الدم الواصلة إلى عضلة القلب نتيجة انسداد أو تضيق الشرايين التاجية بسبب تراكم اللويحات الدهنية (Plaques) الناتجة عن تصلب الشرايين. يؤدي ذلك إلى حرمان القلب من الأكسجين والعناصر الغذائية اللازمة، مما يسبب ألمًا في الصدر ومشاكل خطيرة في حال عدم العلاج.
ثانياً: أسباب داء القلب الإقفاري
- تصلب الشرايين: السبب الأكثر شيوعًا، حيث تتراكم الدهون والكوليسترول والكالسيوم داخل جدار الشرايين.
- تشنجات الشرايين: تقلص مؤقت في الشرايين التاجية يعيق تدفق الدم.
- جلطات دموية: قد تسد الشريان بشكل مفاجئ وتسبب نوبة قلبية.
- ارتفاع ضغط الدم المزمن: يؤدي إلى تلف جدران الشرايين.
ثالثاً: عوامل الخطر
تتعدد العوامل التي تزيد من احتمال الإصابة بداء القلب الإقفاري:
- التدخين.
- ارتفاع ضغط الدم.
- ارتفاع الكوليسترول الضار (LDL).
- داء السكري.
- السمنة وزيادة الوزن.
- قلة النشاط البدني.
- التوتر المزمن.
- العمر المتقدم (الرجال فوق 45 والنساء فوق 55).
- التاريخ العائلي لأمراض القلب.
رابعاً: أعراض داء القلب الإقفاري
قد تكون الأعراض صامتة في البداية، ثم تتطور تدريجيًا لتشمل:
- الذبحة الصدرية: ألم أو ضغط في الصدر يمتد إلى الكتف أو الذراع أو الفك.
- ضيق التنفس عند بذل الجهد.
- التعب العام والضعف.
- الغثيان أو التعرق المفاجئ.
- خفقان القلب.
خامساً: أنواع داء القلب الإقفاري
- الذبحة الصدرية المستقرة: تحدث عند بذل مجهود وتتحسن بالراحة.
- الذبحة الصدرية غير المستقرة: تحدث حتى أثناء الراحة، وتشير إلى خطر عالٍ للنوبة القلبية.
- احتشاء عضلة القلب (النوبة القلبية): انسداد كامل للشريان يؤدي إلى موت أنسجة القلب.
- الإقفار الصامت: نقص التروية دون أعراض واضحة، يُكتشف غالبًا بالفحوص الطبية.
سادساً: التشخيص
يعتمد التشخيص على مزيج من التاريخ الطبي والفحوص السريرية والاختبارات:
- تخطيط القلب (ECG): للكشف عن تغيرات في النشاط الكهربائي للقلب.
- اختبار الجهد: يراقب القلب أثناء ممارسة الرياضة.
- إيكو القلب (Echocardiography): تصوير بالموجات فوق الصوتية لعضلة القلب.
- تصوير الأوعية التاجية: باستخدام الأشعة السينية والصبغة.
- اختبارات الدم: لقياس إنزيمات القلب مثل التروبونين.
سابعاً: علاج داء القلب الإقفاري
1. العلاج الدوائي
- الأسبرين ومضادات التخثر لمنع الجلطات.
- أدوية خافضة للكوليسترول (الستاتينات).
- أدوية خافضة للضغط مثل حاصرات بيتا ومثبطات ACE.
- النيترات لتخفيف الذبحة الصدرية.
2. العلاج التدخلي والجراحي
- قسطرة الشرايين: لإزالة الانسداد وتركيب الدعامات.
- جراحة مجازة الشرايين التاجية (CABG): تحويل مسار الدم باستخدام أوعية دموية من الجسم.
ثامناً: الوقاية
- التوقف عن التدخين.
- اتباع نظام غذائي صحي منخفض الدهون والملح.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- السيطرة على ضغط الدم والسكري والكوليسترول.
- المحافظة على وزن صحي.
- تقليل التوتر النفسي.
تاسعاً: مضاعفات داء القلب الإقفاري
- النوبات القلبية المتكررة.
- فشل القلب الاحتقاني.
- اضطرابات النظم القلبي (Arrhythmias).
- الموت المفاجئ.
عاشراً: الإحصائيات العالمية
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يتسبب داء القلب الإقفاري في وفاة أكثر من 9 ملايين شخص سنويًا حول العالم. في بعض الدول المتقدمة، انخفضت النسب بفضل برامج الوقاية والعلاج المبكر، بينما لا يزال يشكل عبئًا كبيرًا في الدول النامية.
الخلاصة والتوصيات الطبية
داء القلب الإقفاري مرض خطير لكنه قابل للسيطرة إذا تم اكتشافه مبكرًا. الوقاية عبر أسلوب حياة صحي والمتابعة الطبية المنتظمة تمثل خط الدفاع الأول. أما في حال التشخيص، فإن العلاج الدوائي أو التدخلي يساعد على تقليل الأعراض ومنع المضاعفات. التثقيف الصحي ونشر الوعي حول عوامل الخطر يساهمان في خفض نسب الإصابة والوفيات عالميًا.