الهوموسيستين وصحة القلب
الهوموسيستين: المؤشر الخفي لصحة القلب والدماغ — الآليات، المخاطر، والعلاجات المبنية على الأدلة
الهوموسيستين (Homocysteine) هو حمض أميني غير أساسي يُنتج داخل الجسم خلال استقلاب الميثيونين — وهو حمض أميني موجود في اللحوم، البيض، ومنتجات الألبان. وعلى الرغم من أنه لا يُعدّ مادة سامة بحد ذاته، فإن ارتفاع مستواه في الدم يُعدّ مؤشرًا خطيرًا على الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكتة الدماغية، وهشاشة العظام، وحتى التدهور المعرفي.
الأدلة الحديثة تشير إلى أن ارتفاع الهوموسيستين قد يكون مؤشرًا مبكرًا أدق من الكوليسترول. هذا المقال يستند إلى إرشادات AHA، ESC، وWHO، ويشرح:
- كيف يُنتج الهوموسيستين، وما دور الفيتامينات في تحليله؟
- ما هي المستويات الطبيعية والخطيرة؟
- العلاقة بين ارتفاع الهوموسيستين وأمراض القلب، السكتة، والخرف.
- العوامل التي ترفعه — وراثية أم بيئية؟
- العلاجات المبنية على الأدلة، وهل تقلل المكملات فعلاً من المخاطر؟
ما هو الهوموسيستين؟
الهوموسيستين يُستقلب عبر ثلاثة فيتامينات أساسية:
- حمض الفوليك (B9): يحوّل الهوموسيستين إلى ميثيونين.
- فيتامين B12: يساعد في إعادة الميثلة.
- فيتامين B6: يحوّل الهوموسيستين إلى سيستين.
أي نقص في هذه الفيتامينات يؤدي إلى تراكم الهوموسيستين في الدم.
المستويات الطبيعية والخطيرة
| المستوى (µmol/L) | التصنيف | الخطر |
|---|---|---|
| 5–10 | طبيعي | خطر منخفض جدًا |
| 10–15 | متوسط | مؤشر تحذيري |
| 15–30 | مرتفع | خطر متوسط إلى عالٍ |
| 30–100 | مرتفع جدًا | خطر عالٍ جدًا للسكتة والجلطات |
| >100 | شديد الارتفاع | غالبًا وراثي — يحتاج تدخل عاجل |
آليات تلف الأوعية بسبب الهوموسيستين
1. تلف بطانة الأوعية
يقلل من إنتاج أكسيد النيتريك الضروري لتوسيع الأوعية.
2. زيادة التخثر
ينشط عوامل التخثر ويزيد من خطر الجلطات.
3. الالتهاب المزمن
يرفع من السيتوكينات الالتهابية ويُسرع تصلب الشرايين.
العوامل المؤثرة على مستواه
- نقص الفيتامينات B: السبب الأكثر شيوعًا.
- العوامل الوراثية: مثل طفرة MTHFR.
- العوامل البيئية: التدخين، الكحول، السمنة، قصور الكلى، بعض الأدوية.
العلاقة مع أمراض القلب والدماغ
ارتفاع الهوموسيستين يزيد من خطر:
- أمراض القلب التاجية.
- السكتة الدماغية.
- الخرف والتدهور المعرفي.
- هشاشة العظام.
متى يُنصح بفحص الهوموسيستين؟
- تاريخ عائلي لأمراض القلب المبكرة.
- جلطات بدون عوامل تقليدية.
- اضطرابات تخثر متكررة.
- الحمل عالي الخطورة.
- كبار السن مع فقدان الذاكرة أو هشاشة غير مفسرة.
العلاج وخفض الهوموسيستين
1. المكملات الغذائية
تعويض نقص B9, B12, B6 يخفض المستويات بنسبة 25–30%.
2. الحمية الغذائية
الخضروات الورقية، البقوليات، الأسماك، اللحوم، المكسرات.
3. نمط الحياة
التوقف عن التدخين، الرياضة المنتظمة، التحكم في الوزن.
الخلاصة
الهوموسيستين مؤشر يمكن التحكم فيه. فحصه عند الفئات عالية الخطر والتدخل المبكر بفيتامينات B والتغذية الصحية يقلل من المضاعفات الخطيرة مثل السكتة والخرف.
المراجع📚
- AHA (2023). Homocysteine and Cardiovascular Disease.
- ESC (2023). Guidelines on Primary Prevention.
- WHO (2023). Nutrition and Cardiovascular Health.